أحداث 11 سبتمبر.. أسطورة "أمريكا" للحرب على الإرهاب
أحداث 11 سبتمبر.. هل كانت عملية أمريكية؟
تحل غدا الثلاثاء الذكرى الثامنة عشرة لهجمات مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاجون، والمعروفة عالميا بهجمات الحادى عشر من سبتمبر2001، ورغم مرور كل هذه السنوات فمايزال هناك خبايا وأسرار تكشفها وسائل الإعلام الأجنبية وفي القلب منها الأمريكية.
وتأتي ذكرى أحداث 11 سبتمبر في ظل تحولات في سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، إذ توجه لها أصابع الاتهام بأنها استغلت ذلك الحادث لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة العربية، لتقسيم الشرق الأوسط والسيطرة على البترول بالمنطقة.
ماذا حدث؟
تعد هجمات 11 سبتمبر 2001، هي الأعنف في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أسفرت عن مقتل 2996 شخصا، وجرح الآلاف.
وحدث الهجوم بتحويل وجهة أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة، نجحت في ذلك ثلاث منها، ضربت وزارة الدفاع الأمريكية وبرجي التجارة بمنهاتن.
ووقتها جاء فى الرواية الرسمية للحكومة الأمريكية "أنه فى يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 نفذ 19 شخصا على صلة بتنظيم القاعدة باستعمال طائرات مدنية مختطفة هجمات إرهابية.
وانقسم منفذو العملية إلى أربع مجاميع ضمت كل مجموعة شخصا تلقى دروسا في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية، وكان الهجوم عن طريق اختطاف طائرات نقل مدني تجارية، وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة.
وكانت الهجمة الأولى نحو الساعة 8:46 صباحا (بتوقيت نيويورك)، حيث اصطدمت إحدى الطائرات المخطوفة بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي، وبعدها بربع ساعة في نحو الساعة 9:03، اصطدمت طائرة أخرى بمبنى البرج الجنوبي.
وبعد ما يزيد على نصف الساعة، اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البنتاغون.. بينما كان من المفترض أن تصطدم الطائرة الرابعة بالبيت الأبيض، لكنها تحطمت قبل وصولها للهدف".
وبعد أقل من 24 ساعة على الأحداث، أعلن حلف شمال الأطلسي أن الهجمة على أية دولة عضو في الحلف هو بمثابة هجوم على كافة الدول التسع عشرة الأعضاء ( عدد دول الاتحاد فى هذا العام).
وأدت هذه الأحداث لحدوث تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية، بدأت مع إعلانها الحرب على الإرهاب، ومنها الحرب على أفغانستان ونظام حكم طالبان، والحرب على العراق، وإسقاط نظام صدام حسين.
مفاجأة جديدة
وفي الذكرى الـ 18 لأحداث 11 سبتمبر كشفت دراسة أمريكية جديدة، عن مفاجأة حول أسباب سقوط البرج السابع، الذي يقع بجانب مبنى التجارة العالمي، خلال أحداث 11 سبتمبر 2001.
ووفقا للدراسة التي قام بها باحثون في جامعة آلاسكا، فإن البرج السابع الذي يقع بجانب مبنى التجارة العالمي، انهار عقب انهيار مبنى التجارة بما يقرب من 7 ساعات كاملة، وسبب الانهيار ليس الحريق.
وقالت الدراسة التي نقلتها صحيفة "اكسبريس" البريطانية إن انهيار المبنى جاء ليس بسبب الحريق الذي شب في المباني المجاورة مثلما أشيع، بل لأسباب أخرى.
وفي الوقت نفسه، استبعد، روبرت كورول، أستاذ الهندسة المدنية والمؤلف المشترك للمهندسين للوصول إلى أسباب انهيار مباني 11 سبتمبر، وأحد كبار منظري المؤامرة النتائج التي توصل أن يكون انهيار المبنى جاء بسبب التدمير المتحكم.
11 سبتمبر عملية أمريكية
وقد نشر موقع جلوبال سيرش مُتقطفات من كتاب "حرب أمريكا ضد الإرهاب" لمؤلفه مايكل شوسودوفسكي، والذي نُشر عام 2005، وتطرق فيه الكاتب، وهو باحث وكاتب كندي بارز، إلى معركة واشنطن ضد الإرهاب، بهدف الكشف عن الأكاذيب المتعلقة بهذا الأمر، والتشكيك في دوافع الولايات المتحدة في غزو العراق وأفغانستان.
قال مؤلف الكتاب إن الأمر برمته بدأ في الساعة 9:30 مساءً في الـ11 من سبتمبر لعام 2001، إذ بدأت العملية الأمريكية التي هدفت ظاهريًا إلى اقتلاع جذور الإرهاب من الشرق الأوسط، ولكنها في المقابل أثارت الفوضى وتسببت في تفاقم الأوضاع.
ذكر الكتاب أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش أعلنت في صباح يوم 11 سبتمبر أن تنظيم القاعدة مسؤول عن الهجمات على مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، وجاء هذا قبل الكشف عن نتائج التحقيق الذي تجريه الشرطة والجهات المُختصة.
في مساء هذه الليلة في الساعة 9:30 مساءً، يقول الكتاب إنه جرى تشكيل خزانة الحرب والتي ضمت عددا مُختارا بعناية من كبار المستشارين العسكريين والمسؤولين الكبار في المخابرات. وفي الساعة 11 مساءً انتهى الاجتماع المنعقد في البيت الأبيض، بإطلاق حرب رسمية على الإرهاب.
وبحسب الكتاب فإن المواطنين لم يدركوا أن مسرحية واسعة النطاق يجرى التخطيط لها وتنفيذها في غضون أسابيع، موضحًا أن قرار شن حرب ضد أفغانستان وإرسال قوات إليها اتخذ قبل 11 سبتمبر.
نقلاً عن تومي فرانكس، اللواء في القوات الأمريكية، فإن القرار كان مُتخذا بالفعل، ولكن أحداث 11 سبتمبر ساهمت في حشد الرأي العام لدعم خطة الحرب والتي كانت في مرحلة التخطيط النهائية.
الدعم الأمريكي للإرهاب
وذكر كتاب "حرب أمريكا ضد الإرهاب" لمؤلفه مايكل شوسودوفسكي، أن أسطورة العدو الخارجي وتهديد الإرهابيين الإسلاميين كانت حجر الزاوية في العقيدة العسكرية لإدارة بوش، مُشيرًا إلى أنه تذرع بها لغزو أفغانستان والعراق، وليس من أجل الحرب ضد الإرهاب.
ونقل الكتاب عن بعض الوثائق الرسمية اعتراف بعض المؤسسات الاستخباراتية بأنهم دعموا أسامة بن لادن، في أعقاب الحرب الباردة، ولكن الأمر تغير بعد أن "انقلب عليهم" حسب قولهم.
واستطاع مؤلف الكتاب من خلال البحث الذي أجراه منذ منتصف التسعينيات توثيق العلاقات والروابط العديدة بين تنظيم القاعدة والإدارة الأمريكية، مشيرا إلى أن الجيش الأمريكي وأجهزة الاستخبارات وحلف شمال الأطلسي "الناتو" دعموا القاعدة في البلقان.
حسب الكتاب، فإن هدف واشنطن من دعم القاعدة في البلقان تمثل في إثارة صراع عرقي وزعزعة استقرار الاتحاد اليوغوسلافي، أولاً في البوسنة، ثم في كوسوفو.
في الأشهر التي أعقبت 11 سبتمبر، كان مؤلف الكتاب مُنخرطا في أبحاث مُتعلقة بالهجمات الإرهابية في مقدونيا، التي شنها جيش التحرير الوطني هناك، وهو جيش يضم قادة جيش تحرير كوسوفو، وانضم إليه بعض مقاتلي تنظيم القاعدة.
وتوصل خلال هذه الفترة إلى معلومات أفادت بأنه في تلك الأثناء كان كبار ضباط الجيش الأمريكي الذين يعملون في شركة للجنود المرتزقة متعاقدين مع البنتاجون، يقدمون المشورة إلى هؤلاء الإرهابيين.
حسب الكتاب، فإنه قبل شهرين بالكاد من أحداث الحادي عشر من سبتمبر، شوهد المستشارون العسكريون الأمريكيون وهم يتواصلون مع عناصر القاعدة التي تنتمي إلى القوات شبه العسكرية.
ويقول الكتاب إنه في الأشهر التي سبقت غزو العراق في مارس 2003، بدأت حملة المعلومات المُضللة، موضحا أن بريطانيا والولايات المتحدة استخدمتا معلومات استخباراتية مُزيفة ووهمية لتبرير غزو الاحتلال.
وتحدثت كل من لندن وواشنطن عن تنظيم القاعدة باعتباره حليفا لحكومة الرئيس العراقي الراحلة صدّام حسين، وتحدثت عن تقارير تحصلت عليها زعمت بوجود أسلحة دمار شامل في العراق.
ووفقا للكتاب فإنه في تلك الأثناء، ظهر العقل المُدبر الإرهابي الجديد أبو مصعب الزرقاوي. وتحدث كولن باول، وزير الخارجية في إدارة جورج بوش، عن وثائق مُفصلة بحوزة الإدارة الأمريكية تزعم وجود علاقة قوية بين صدام حسين وأبو مصعب الزرقاوي، وادعى أنهما يعملان على إنتاج أسلحة كيمياوية وبيولوجية وإشعاعية قاتلة، بدعم وتأييد كامل من النظام البعثي العراقي.
محاكمة "العقل المدبر" 2021
وحتى الآن لم تبدأ بعد جلسات محاكمة الضالعين فى التخطيط لتلك الهجمات، الذين تم القبض عليهم فى عام ٢٠٠٣، حيث تأجلت المحاكمة لأكثر من مرة، وستكون أول جلسة محاكمة لهم فى يناير عام ٢٠٢١ أى بعد نحو 20 سنة من الهجمات التي وقعت في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا، وفي حال إدانتهم سيواجه المتهمون أحكاما بالإعدام.
والمتهمون الخمسة هم خالد شيخ محمد، وتهمته التخطيط لهجمات 11 سبتمبر ووليد بن عطاس، ورمزي بن الشيبة وعمار البلوشي ومصطفى الحوساوي، وستتم محاكمتهم في محكمة عسكرية في قاعدة جوانتانامو بكوبا، ويواجه المتهمون الخمسة، اتهامات تتعلق بجرائم حرب ومن بينها الإرهاب وقتل نحو 3000 شخص.
6 تريليونات..تكلفة الحرب
وفي مطلع يناير العام 2019 الجاري قال موقع "ناشينال إنترست"، إن تكلفة الحرب على الإرهاب قد تصل إلى 6 تريليونات دولار.
وأوضح الباحث دانيال ديبيترس، المتخصص بشؤون الدفاع، في مقال له على "ناشينال إنترست"، أن هناك قرابة ملياري دولار أُنفقت على عمليات طارئة في الخارج، ونحو 924 مليار دولار أُنفقت على الأمن الداخلي، و353 مليار دولار على الرعاية الطبية والعاجلة للقوات الأمريكية التي تخدم في مناطق النزاع بالخارج.
الحرب على الإرهاب، كما يقول الباحث الأمريكي، "تبدو لا نهاية لها، فلقد حوَّلت القوات المسلحة الأمريكية إلى فوهة تبتلع كل الأموال، حيث يوجد اليوم نحو 40% من تلك القوات حول العالم، وتقود 65 برنامجاً تدريبياً أمنياً، تمتد من أدغال كولومبيا حتى الأدغال في تايلاند.
ويضيف الباحث أنه من المفترض أن يكون هذا الحجم من الإنفاق قادراً على توفير مستوى لائق من الأمن للأمريكيين، ومن الممكن قبوله لو أنه جعل الولايات المتحدة أكثر أمناً، ولكن يبدو أن العكس هو ما يحصل.
فقد أظهر استطلاع للرأي، أُجري في أكتوبر 2017، بين نخب ثقافية ومحاربين قدامى، أن أكثر من 43% يعتقدون أن السياسات الخارجية للولايات المتحدة، على مدى السنوات العشرين الماضية، جعلت البلاد أقل أمناً، وأن تلك السياسة باتت مدمرة للولايات المتحدة.